المركز الامريكي الدولي للسلم وحقوق الان&#158
  • الرئسيه
  • النشاطات
  • الوثايئق
  • شخصيات حقوقيه
  • مواقع
  • English
  • Untitled
  • Untitled
Picture
الشيخ عبد الله ول بيه


هو الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، مواليد سنة 1935م في تمبدغة في موريتانيا، أحد أكبر العلماء السنة المعاصرين والنائب السابق لرئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ورئيس ومؤسس لمجلس حكماء المسلمين، تم اختياره من قبل جامعة جورج تاون كواحد من أكثر 50 شخصية إسلامية تأثيرا لعام 2009م [1]، وقد فاز بلقب "أستاذ الجيل" في جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي في دورتها السابعة في البحرين [2].


حياته

نشأ الشيخ وتربي في بيت علم وورع حيث نهل من معين علم والده الغزير القاضي الشهير الشيخ المحفوظ وأخذ علوم العربية عن محمد سالم ابن الشين ،وعلوم القرآن عن الشيخ بيه بن السالك المسومي, ودرس جميع العلوم الشرعية الإسلامية في هذه المحظرة. وينظر الكثير من المسلمين إلى الشيخ كأحد رموز الاعتدال والوسطية, كما أخذت فتاواه وآراءه مكانتها في الغرب كواحدة من أهم المصادر والمراجع للأقليات الإسلامية التي تعيش في تلك الدول. حيث تتميز أَراءه بالاستيعاب العميق للأصول الشرعية، والمعرفة الواعية بالواقع المعاصر، مما يمكنه من إيجاد الكثير من الحلول لما يستجد من عقبات في طريق المسلم المعاصر.
سافر الشيخ بعد ذلك في بعثة إلى تونس لتكوين القضاة وبعد عودته تنقل في عدة مناصب منها عين رئيسا لمصلحة الشريعة في وزارة العدل ثم نائبا لرئيس محكمة الاستئناف ثم نائبا لرئيس المحكمة العليا ورئيسا لقسم الشريعة الإسلامية بهذه المحكمة.
ثم عين مفوضا ساميا للشؤون الدينية برئاسة الجمهورية حيث أقترح أنشاء وزارة للشئون الإسلامية فكان أول وزير لهذه الوزارة، ثم وزيرا للتعليم الأساسي والشؤون الدينية، ثم وزيرا للعدل والتشريع وحافظاً للخواتم، ثم وزيراً للمصادر البشرية – برتبة نائب الرئيس - ثم وزيراً للتوجيه الوطني والمنظمات الحزبية والتي كانت تضم وزارات الإعلام والثقافة والشباب والرياضة والبريد والبرق والشؤون الإسلامية.
وأمينا دائما لحزب الشعب الموريتاني الحزب الوحيد الحاكم الذي كان عضوا في مكتبه السياسي ولجنته الدائمة من سنة 1970- 1978 م
و هو الآن أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز في جدة
.
مشاركات وأعمال
  • شارك في كثير من المؤتمرات من أهمها أول مؤتمر قمة للدول الإسلامية بالرباط وأول مؤتمر تأسيس ل منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة.
  • حضر مؤتمر القمة لعدم الانحياز في الجزائر ومؤتمر القمة العربي الأفريقي في القاهرة وفى الستينيات شارك في مؤتمر الحقوقيين الناطقين باللغة الفرنسية في لومي وأشرف على المؤتمر الأول الأفريقي ل رابطة العالم الإسلامي في انواكشوط.
  • قام بمهمات لدى عدد من زعماء العالم ومن بينهم على الخصوص جلالة المغفور له الملك فيصل ثم الملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد عندما كان وليا للعهد وعدد آخر من الرؤساء العرب والأوربيين حيث حضر حفل تتويج ملك أسبانيا الملك خوان كارلوس وكان مرافقا لجلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز في زيارته لموريتانيا عام 1972م.
  • حائز على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة.
  • شارك في ندوات فكرية وعلمية كثيرة منها على الخصوص الملتقيات الفكرية في الجزائر حيث قدم محاضرات مثبتة في مجلة الملتقيات.
  • وشارك في جولات الحوار الإسلامي المسيحي في روما ومدريد عضوا في رابطة العالم الإسلامي.

  • مؤلفاته

  • توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال.
  • حوار عن بعد حول حقوق الإنسان في الإسلام.
  • خطاب الأمن في الإسلام وثقافة التسامح والوئام.
  • أمالي الدلالات ومجالي الاختلافات.
  • سد الذرائع وتطبيقاته في مجال المعاملات.
  • فتاوى فكرية.
  • صناعة الفتوى وفقه الأقليات.
  • مقاصد المعاملات ومراصد الواقعات.
  • أثر المصلحة في الوقف؟
  • البرهان؟
  • الإرهاب، التشخيص والحلول.
  • دليل المريض لما له عند الله من الأجر العريض.

عضوية
​
  • عضو في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
  • عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
  • عضو في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت.
  • عضو مؤتمر العالم الإسلامي كراتشي.
  • عضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.
  • عضو المجمع الفقهي الإسلامي.
  • نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (سابقاً).
  • رئيس " منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة "
  • رئيس مجلس الأمناء ورئيس مجلس إدارة المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن.
  • عضو مؤسس في المركز العالمي التجديد والترشيد ويرأسه حاليا.
  • عضو المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبو ظبي.

مصادر

  1. ^ أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيراً لعام 2009
  2. ​^ إسلام أون لاين، مدارك: عبد الله بن بيه، عقل الفقيه وقلب الصوفي

نقلا من وكيبيديا​

Picture








مارتن لوثر كينغ جونيور



معلومات شخصية

مارتن لوثر كينغ جونيور ولد في 15 يناير عام 1929، تم اغتياله في 4 أبريل 1968، كان زعيم أمريكي من أصول إفريقية، وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود في عام 1964 م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من نيسان/أبريل عام 1968، اعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية ، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة ، وراح ضحية قضيته. رفض كينج العنف بكل أنواعه ، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين ، وبدؤوا يتحدّونه عام 1965م . .




طفولته

في مدينة أتلانتا التي كانت تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، كان يغلب على الصبي (مارتن) البكاء حينما يقف عاجزاً عن تفسير لماذا ينبذه أقرانه البيض، ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن عن اللعب معه. ولكن الصبي بدأ يفهم الحياة، ويعرف سبب هذه التصرفات، ومع ذلك كان دائما يتذكر قول أمه "لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر أنك أقل من البيض فأنت لا تقل عن أي شخص آخر". ومضت السنوات ودخل كينج المدارس العامة في سنة 1935، ومنها إلى مدرسة المعمل الخاص بجامعة أتلانتا ثم التحق بمدرسة "بوكر واشنطن"، وكان تفوقه على أقرانه سبباً لالتحاقه بالجامعة في آخر عام 1942، حيث درس بكلية مورهاوس التي ساعدت على توسيع إدراك كينج لثنايا نفسه والخدمة التي يستطيع أداءها للعالم. وفي سنة 1947 تم تعيينه مساعدًا في كنيسة أبيه، وصار وزيراً للمعدانيّة ، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في سنة 1948، ولم يكن عمره تجاوز 19 عاما، وحينها التقى بفتاة سوداء تدعى "كوريتاسكوت"، وتم زفافهما عام 1953، ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بوسطن .
وفي عام 1951م حصل على بكالوريوس في اللاهوت ، وفي عام 1955م حصل على درجة الدكتوراه في التخصص نفسه .
درس في الأيام الأولى من حياته الجامعية أعمال الكاتب الأمريكي ثورو الذي كان يؤمن بالعصيان المدني .

بداية الرحلة

في شهر سبتمبر سنة ١٩٥٤م قدم مارتن وزوجته إلى مدينة مونتجمري التي كانت ميدانا لنضال مارتن، إلى أن جاء يوم الخميس الأول من كانون الأول/ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة روزا باركس وهي سيدة سوداء أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة فكانت البداية لقضيته .
زيارته للهند[عدل]قام بزيارة للهند عام 1959م ، وعبّر عن اعتقاده الكامل بأيديولوجية السلام عند نهرو وغاندي ، وكان شديد الانتقاد لسياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا .
وكأفاته الحكومة الهندية عام 1966م بجائزة نيهرو بعد وفاته للسلام الدولي .

النضال من أجل الحرية
​

روزا باركس مع مارتن لوثر (يسار).عندما دخل الجامعة عدّل من موقفه تجاه البيض ، وركّز غضبه على الظلم بدل كراهية شخص بعينه .
لقد حدث ذلك عندما قرأ كتابات ثورو وغاندي ، حيث تعرّف على فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغير ، وكذلك فكرة المقاومة السلبية السليمة ، وهكذا بدأ يقول إن الحب يمنح قوة الداخلية . لقد هزّت حياة غاندي وطريقته كينغ في الأعماق .
كُلّف كينغ بخدمة الكنيسة المعمدانية في شارع ديكستر ، وكانت بداية طيبة له ليصل إلى منصب الأستاذ في كلّية اللاهوت ، لكن جاءت حوادث ديسمبر سنة 1955م .
كانت الأوضاع تنذر برد فعل عنيف يمكن أن يفجر أنهار الدماء لولا أنّ مارتن لوثر كينج اختار للمقاومة طريقا آخر غير الدم. فنادى بمقاومة تعتمد على مبدأ "اللا عنف" أو "المقاومة السلمية" على طريقة المناضل الهندي مهاتما غاندي . وكان يستشهد دائماً بقول السيد المسيح : "أحب أعداءك واطلب الرحمة لمن يلعنونك، وادع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك". وكانت حملته إيذاناً ببدء حقبة جديدة في حياة الأمريكان ذو الأصول الأفريقية. فكان النداء بمقاطعة شركة الحافلات امتدت عاما كاملاً أثر كثيراً على إيراداتها، حيث كان الأفارقة يمثلون 70 % من ركاب خطوطها، ومن ثم من دخلها السنوي. لم يكن هناك ما يدين مارتن فألقي القبض عليه بتهمة قيادة سيارته بسرعة 30 ميلاً في الساعة في منطقة أقصى سرعة فيها 25 ميلاً، وألقي به في زنزانة مع مجموعة من السكارى واللصوص والقتلة. كان هذا أول اعتقال لمارتن لوثر كينج أثر فيه بشكل بالغ العمق، حيث شاهد وعانى بنفسه من أوضاع غير إنسانية، إلى أن أُفرج عنه بالضمان الشخصي. وبعدها بأربعة أيام فقط وفي 30 يناير 1956م ، كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، وحين وصل إلى منزله وجد جمعا غاضبا من الافارقة مسلحين على استعداد للانتقام، وأصبحت مونتجمري على حافة الانفجار من الغضب، ساعتها وقف كينج يخاطب أنصاره: "دعوا الذعر جانبا، ولا تفعلوا شيئا يمليه عليكم شعور الذعر، إننا لا ندعو إلى العنف". وبعد أيام من الحادث أُلقي القبض عليه ومعه مجموعة من القادة البارزين بتهمة الاشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل دون سبب قانوني بسبب المقاطعة، واستمر الاعتقال إلى أن قامت 4 من السيدات من ذوى أصول افرقية بتقديم طلب إلى المحكمة الاتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في مونتغمري، وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص على عدم قانونية هذه التفرقة العنصرية. وساعتها فقط طلب كينج من أتباعه أن ينهوا المقاطعة ويعودوا إلى استخدام الحافلات " بتواضع ودون خيلاء"، وأفرج عنه لذلك .
بعد شهر من ذلك ، نُسف منزل كينغ بالديناميت على أيدي البيض ، وهنا شكّل كينغ مؤتمر القيادة المسيحي الجنوبي لنشر الأسلوب الذي اتبعه سود مونتغمري إلى كل أنحاء الجنوب .
سجن كينغ عام 1960م، مثل غاندي تماماً ، بسبب حملات الاحتجاج السلمية ضد التمييز العنصري ، وبدأ يطالب الحكومة الفيدرالية باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الظلم .

حق الانتخاب

في حزيران/يونيو 1957 أصبح مارتن لوثر كينج أصغر شخص وأول قسيس يحصل على ميدالية "سينجارن" التي تعطى سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، وكان في السابعة والعشرين من عمره. وبهذه المناسبة وأمام نصب لنكولن التذكاري وجه كينج خطابه الذي هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة: "أعطونا حق الانتخاب"، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب.

مارتن وتحدي الحكومة

مارتن لوثر مخاطباً الجموع بجانب نصب لنكولن التذكاري في خطبة عندي حلم.وبعد تولي "كيندي" منصب الرئاسة ضاعف كينج جهوده المتواصلة لإقحام الحكومة الاتحادية في الأزمة العنصرية المتفاقمة إلا أن جون كيندي استطاع ببراعة السياسي أن يتفادى هجمات كينج الذي كان لا يتوقف عن وصف الحكومة بالعجز عن حسم الأمور الحيوية. ومن هنا قرر كينج في أواخر صيف عام 1963 بدء سلسلة من المظاهرات في برمنجهام، وعمل على تعبئة الشعور الاجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام، وفي اليوم التالي وقعت أول معركة سافرة بين السود المتظاهرين ورجال الشرطة البيض الذين اقتحموا صفوف المتظاهرين بالعصي والكلاب البوليسية الشرسة ، لكن المشهد كان على مرأى من كاميرات التلفاز ، ولم يعد ممكناً تعمية الأخبار على الناس .
ثم صدر أمر قضائي بمنع كل أنواع الاحتجاج والمسيرات الجماعية وأعمال المقاطعة والاعتصام؛ فقرر كينج لأول مرة في حياته أن يتحدى علانية حكما صادرا من المحكمة، وسار خلفه نحو ألف من المتظاهرين الذين كانوا يصيحون "حلت الحرية ببرمنجهام"، وألقي القبض على كينج وأودعوه سجنا انفراديا، وحرر خطابا أصبح فيما بعد من المراجع الهامة لحركة الحقوق المدنية، وقد أوضح فيه فلسفته التي تقوم على النضال في إطار من عدم العنف.
إخضاع البيض للمفاوضات[عدل]وبعد خروجه بكفالة واصل قيادته للحركة، ثم برزت له فكرة تتلخص في هذا السؤال: ماذا أنت صانع بالأطفال؟ إذ لم يكن إلا القليلون على استعداد لتحمل المسؤولية التي قد تنشأ عن مقتل طفل، ولكنه لم يتردد كثيراً فسمح لآلاف من الأطفال باحتلال المراكز الأمامية في مواجهة رجال الشرطة والمطافئ وكلاب شرطية متوحشة فارتكبت الشرطة خطأها الفاحش ، واستخدمت القوة ضد الأطفال الذين لم يزد عمر بعضهم عن السادسة، ثم اقتحم رجال الشرطة صفوفهم بعصيهم وبكلابهم ؛ مما أثار حفيظة الملايين، وانتشرت في أرجاء العالم صور كلاب الشرطة وهي تنهش الأطفال ، وبذلك نجح كينج في خلق الأزمة التي كان يسعى إليها، ثم أعلن أن الضغط لن يخف، مضيفاً : "إننا على استعداد للتفاوض، ولكنه سيكون تفاوض الأقوياء فلم يسع البيض من سكان المدينة إلا أن يخولوا على الفور لجنة بالتفاوض مع زعماء الأفارقة، وبعد مفاوضات طويلة شاقة تمت الموافقة على برنامج ينفذ على مراحل بهدف إلغاء التفرقة وإقامة نظام عادل وكذلك الإفراج عن المتظاهرين ، غير أن غلاة دعاة التفرقة بادروا بالاعتداء بالقنابل على منازل قادة الافارقة ؛ فاندفع الشباب الأفارقة الغاضبين لمواجهة رجال الشرطة والمطافئ، وحطموا عشرات السيارات ، وأشعلوا النيران في بعض المتاجر، حتى اضطر الرئيس جون كنيدي لإعلان حالة الطوارئ في القوات المسلحة، وسارع كينج محاولا أن يهدئ من ثائرة المواطنين، وكان عزاؤه أن من اشتركوا في العنف من غير الأعضاء النشطين المنتظمين في حركة برمنغهام ، وما لبث أن قام بجولة ناجحة في عدة مدن كشفت عن البركان الذي يغلي في صدور الأفارقة السود تحت تأثير مائة عام من الاضطهاد.
اتحاده مع زعماء اخرين[عدل]
مالكوم إكس ومارتن لوثر، 26 مارس عام 1964.اتحد مع زعماء الأمريكان الافارقة مثل زعيم المسلمين الافارقة مالكوم إكس بكل ارئهم ومعتقداتهم الدينية لمواجهة عدوهم المشترك سويا.


لدي حلم

الساحة التي غطها 250.000 شخص مطالبين بحقوقهم وأردف مارتن لوثر فيها خطبتة الشهير عندي حلم عام 1963.تلقى أفارقة أمريكا درسهم من الأحداث العظام فقاموا في عام 1963 بثورة لم يسبق لها مثيل في قوتها اشترك فيها 250 ألف شخص، منهم نحو 60 ألفا من البيض متجهة صوب نصب لنيكولن التذكاري، فكانت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية، وهنالك ألقى كينج أروع خطبه: "لدى حلم" " I have a dream " التي قال فيها: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
ووصف كينج المتظاهرين كما لو كانوا قد اجتمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم، ولم تف أمريكا بسداده "فبدلا من أن تفي بشرف بما تعهدت به أعطت أمريكا الزنوج شيكا بدون رصيد، شيكا أعيد وقد كتب عليه "إن الرصيد لا يكفي لصرفه".
فدقت القلوب وارتجفت، بينما أبت نواقيس الحرية أن تدق بعد، فما أن مضت ثمانية عشر يوما حتى صُعق مارتن لوثر كينج وملايين غيره من الأمريكيين بحادث وحشي، إذ ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية التي كانت وقتذاك زاخرة بتلاميذ يوم الأحد من الزنوج؛ فهرع كينج مرة أخرى إلى مدينة برمنجهام، وكان له الفضل في تفادي انفجار العنف.
في تلك السنة ، صدر قانون حقوق التصويت الانتخابي الفيدرالي . وفي عقد الستينات برز العديد من الزعماء السود ، أمثال هيوي نيوتن ، مالكوم إكس ، وإلدريدج كليفر . كذلك عارض كينغ
حرب فيتنام

جائزة نوبل

في عام 1964م صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي العام نفسه أطلقت مجلة "تايم" على كينج لقب "رجل العام" فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف ، وسهّل الأمر أنّه قسيس ، فكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة -35 عاما-. ولم يتوقف عن مناقشة قضايا الفقر السود وعمل على الدعوة إلى إعادة توزيع الدخول بشكل عادل إذ انتشرت البطالة بين الافارقة، فضلا عن الهزيمة السنوية التي يلقاها الافارقة على أيدي محصلي الضرائب والهزيمة الشهرية على أيدي شركة التمويل والهزيمة الأسبوعية على أيدي الجزار والخباز، ثم الهزائم اليومية التي تتمثل في الحوائط المنهارة والأدوات الصحية الفاسدة والجرذان والحشرات.
ملاحقته من قبل إدغار هوفر[عدل]أخذ اليمينيون يركّزون على كينغ ، وعلى رأسهم مدير مكتب التحقيقات الفدرالي إدغار هوفر . وحتى لحظة موت كينغ ، ظلّ هوفر يلاحقه ويتصنّت على مكالماته الهاتفية ، ويحاول تجنيد عملاء لاختراق حلقته الداخلية . شكّل هوفر وحدة خاصة لمتابعة كينغ ورجاله ، وأراد القول : إن كينغ زير نساء ، وعميل للشيوعيين.
تخطيطه لمسيرة في واشنطن وممفيس[عدل]في عام 1968م ، خطّط كينغ لمسيرة جماهيرية في واشنطن ، وعندما أراد ركوب الطائرة من مطار أتلانتا ، تلقّى مدير المطار إنذاراً بوجود قنبلة في الطائرة ، وقام رجال الأمن بالتفتيش ، لكنهم لم يعثروا على أية قنبلة . ومرة أخرى ، خطّط لمسيرة في مدينة ممفيس ، وأقام كينغ في الغرفة من موتيل لوريان .

اغتياله

فندق لورن الفندق الذي تم فيه اغتيال مارتن لوثر والذي تم تحويله إلى المتحف الوطني للحقوق المدنية.أقام كينغ في موتيل لوريان في ممفيس وفي غرفة آخرى كان يقيم شخص يدعى جيمس إرل راي ، وقد أعطى الإدارة اسماً مزيّفاً هو جون ويلارد . معروف عن جيمس أنه تورّط في الجريمة منذ الصغر ، وصدر عليه بالسجن 20 سنة في ولاية ميسوري بسبب حادث سطو مسلح ، وحاول الهرب مراراً ،وتمكن من الهرب حيث اختبأ تحت شاحنة خبز تنقل إلى خارج السجن .
في اليوم الأول من شهر نيسان سنة 1968م ، اتجه جيمس بالسيارة إلى مدينة ممفيس ، وفي الطريق توقّف عند أحد المخازن التجارية حيث اشترى بندقية ذات منظار تلسكوبي وذخائر .
وفي ساعة المغيب من يوم 4 من شهر نيسان سنة 1968م ، اتّخذ استحكاماً بحيث يصوّب منه باتجاه غرفة كينغ من موتيل لوريان.
طال انتظار جيمس ، فقد قبع كينغ في الغرفة طويلاً التي يشغلها مساعدوه، وفي الساعة 6 ظهر كينغ وهو يرتدي بذّة سوداء اللون . وكان يستعد للظهور أمام تجمّع جماهيري في تلك الليلة . استند كينغ إلى جدار الشرفة كي يتبادل الحديث مع مساعده جيسي جاكسون الذي كان يقف على الأرض ، تحت الشرفة . فجأة دوى صوت طلقة ، وانفجرت حنجرة كينغ ثم سقط على أرضية الشرفة واندفع الدم من عنق كينغ .
تراكض الرجال مندفعين إلى الزعيم الجريح ، ثم جاءت سيارة الإسعاف لإنقاذه ، فيما هرب جيمس تاركاً حزمة ملفوفة في الممر ، وكانت الحزمة تحتوي البندقية وصندوق طلقات وأشياء أخرى ، وبين تلك الأشياء البطاقة الشخصية ، أما البصمات فكانت موجودة على كل تلك الأشياء . اُغتيلت أحلام مارتن لوثر كينج ببندقية أحد المتعصبين البيض ويدعى (جيمس إرل راي)، وكان قبل موته يتأهب لقيادة مسيرة في ممفيس لتأييد إضراب (جامعي النفايات) الذي كاد يتفجر في مائة مدينة أمريكية.

ردود الفعل لإغتيال مارتن لوثر كينغ


[في تلك الليلة ، انفجرت أعمال العنف في كثير من مدن البلاد ، واشتعلت النيران في شيكاغو وبوسطن وواشنطن ونيويورك ... في شيكاغو، استدعي 60000 رجلاً من الحرس الوطني ، وأصدرت كوريتا سكوت كينغ، زوجة القتيل، بياناً تناشد فيه الجميع بالتوقف عن العنف والعمل تحقيقاً لأحلام كينغ .
وفي يوم الأحد 7 من شهر نيسان سنة 1968م ، استدعي 9000 رجلاً من الحرس الوطني في واشنطن ، وفرض حظر تجول واعتقل الأٌلوف بعد نشوب 620 حريقاً ...

جنازته

وفي 9 أبريل / نيسان سنة 1968م، جرت مراسيم جنازة جماهيرية في مدينة أتلانتا، ومثّلت - بشكل رمزي - تعاطف كينغ مع الفقراء. وبين الحضور في الجنازة، شاهد الناس جاكلين كينيدي زوجة
الرئيس القتيل الأمريكي جون كينيدي، كما تأجل افتتاح الموسم السنوي لكرة السلة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية. بعد أسبوع ، وقّع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون. وبعد 14 سنة ألغى ريغان آلية تنفيذ القانون بواسطة الإدارة الفيدرالية.
محاكمة قاتل لوثر كينغ[عدل]بعد أربعة شهور من حادث الاغتيال ، أمكن كشف القاتل جيمس إرل راي لدى محاولته الحصول على جواز سفر كندي تحت اسم مستعار ، ولقد تمكّن من السفر إلى لندن ، ثم لشبونة ، ثم عاد لتحضير نفسه للقتال في إقليم بيافرا المتمرّد في نيجيريا . وأخيراً اعتقل في مطار هيثرو في لندن .
سلّمت السلطات البريطانية جيمس إلى السلطات الأمريكية ، وفي ولاية تينيسي ، وقد حكم على القاتل بالسجن 99 عاما ، وقد أقرّ أنه مذنب ، لكنه أقسم على مؤامرة خلف حادث الاغتيال ، ثم عاد يقول أنه وقت الحادث كان في مدينة أخرى ، وطالب بمحاكمة جديدة ، لكن الحكومة رفضت طلبه ، وأكّد هذا التصرّف نظرية القائلين بوجود مؤامرة وراء عملية الاغتيال ، وأن الجريمة لم تكن مجرد مبادرة فردية ، تماماً كما حدث عند اغتيال الرئيس جون كينيدي الذي تمّ قتل قاتله ، ثم قتل قاتل القاتل ، وضاع السر ، غير أن التحقيقات أشارت إلى احتمال كون الاغتيال مدبرا، وأن جيمس كان مجرد أداة ، وكان من الأجدر حماية نفسه مع تاكيدنا بانه كان مخطط منجز بدافع الإنتقام من شخصيته التواقة إلى الكثير ليعيش المجتمع الأمريكي بهذا النعيم والتمدن المشهود في العالم.

من وراء اغتيال مارتن لوثر كنيغ

مقبرة مارتن لوثر كنج مكتوب عليها "حر في النهاية! حر في النهاية! شكراً يا رب العالمين، أنا حر في النهاية!"حتى اليوم ، لا زالت أسئلة عديدة تقف دون جواب ، فالمكان الذي يفترض وجود المتآمر فيه لم يشتمل على أية بصمات أو آثار بارود ، فما هو السبب ؟ وما الذي جعل المتآمر يترك الأدلة الفاضحة في المكان وهي حافلة بالبصمات ، وهل وضعت تلك الأدلة عن عمد للتضليل ؟ من أين جاء المتآمر بالأموال التي أنفقها في رحلاته الجوية إلى أوروبا بعد الجريمة ؟ لماذا لم تسجل المباحث الفيدرالية إفادات مراسل صحيفة نيويورك تايمز وسائق القتيل الذي شاهدا رجلاً قابعاً بين شجيرات قريبة في وضع مريب ؟ ولماذا تمّ تحويل قضية القاتل جيمس من مجرد لص عادي إلى رجل نفذ عملية اغتيال بحقّ شخصية عالمية كبرى .
أمكن الوصول إلى تفسير لمسألة حصول القاتل على الأموال ، ففي عام 1978م تم إثبات وجود صلة بين القاتل وبين اثنين من سكان منطقة سان لويس ، ومعروف أنهما أصحاب أفكار يمينية .
ومع أن الروابط الظاهرة بين حادثي اغتيال الرئيس جون كينيدي وكينغ كثيرة ، فقد رفض رجال لجنة التحقيق التابعة للكونغرس إثبات أية علاقة في التقرير الرسمي . وعلى كل حال ، سيتم الكشف عن الكثير من الوثائق الخاصة بالقضية في عام 2027م ، وذلك حسب قانون حرية المعلومات .
العواقب المباشرة لإغتيال مارتن لوثر كينغ[عدل]لا يمكن إنكار حقيقة أن إدغار هوفر ظل رئيساً لمكتب التحقيقات الفيدرالية عشرات السنين يميني أبيض مسيحي متعصّب ، وقد رغب - بإلحاح - في تدمير موثوقية كينغ ، وتدمير سمعته ، وقد جاء الاغتيال ليزيح من الطريق تلك الشخصية القيادية التي كانت ستوحّد جهود أنصار العنف واللاعنف سوية باتجاه انتصار قانون الحقوق المتساوية بين الأبيض والأسود والفقير في الولايات المتحدة الأمريكية . وعندما مات كينغ ما كان لأحد أن يملأ الفراغ الذي تركه سوى مالكوم إكس ، لكن مالكوم إكس راح ضحية الاغتيال هو أيضاً قبل مارتن لوثر كينغ .

تحقق رسالته

يعتبر كثيرون أن رسالة لوثر كينغ قد تحققت وأن التفرقة العنصرية قد انتهت في اليوم الذي فاز فيه باراك اوباما بالإنتخابات الرئاسية في 20 يناير من سنة 2009. حيث تفخر الكثير من دول العالم بوصول رجل من أصول أفريقية إلى كرسي الحكم في الولايات المتحدة ولا سيما أن بعض الدول الأوربية لم تصل لهذا القدر من الحرية بعد رغم كونها من أول الحاضنات للأفارقة.

​نقلا من ويكيبيديا

Picture



​




​
         إدوارد وديع سعيد 



إدوارد وديع سعيد نوفمبر 1935 القدس - 25 سبتمبر 2003) مُنظر أدبي فلسطيني وحامل للجنسية الأمريكية. كان أستاذا جامعيا للغة الإنكليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في الولايات المتحده الأمريكية ومن الشخصيات المؤسسة لدراسات ما بعد الكولونيالية[2]. كما كان مدافعا عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وقد وصفه روبرت فيسكبأنه أكثر صوت فعال في الدفاع عن القضية الفلسطينية
كان إدوارد سعيد من الشخصيات المؤثرة في النقد الحضاري والأدب[4][5] وقد نال شهرة واسعة خصوصاً في كتابه الاستشراق المنشور سنة 1978. قدم كتابه أفكاره المؤثرة[6][7]عن دراسات الاستشراق الغربية المتخصصة في دراسة ثقافة الشرقيين. وقد ربط إدوارد سعيد دراسات الاستشراق بالمجتمعات الإمبريالية واعتبرها منتجاً لتلك المجتمعات. مما جعل من أعمال الاستشراق أعمال سياسية في لبها وخاضعة للسلطة لذلك شكك فيها. وقد أسس أطروحته من خلال معرفته الوثيقة بالأدب الاستعماري مثل روايات جوزيف كونراد، ومن خلال نظريات ما بعد البنيوية مثل أعمال ميشيل فوكو وجاك دريدا وغيرهم. أثبت كتاب الاستشراق ومؤلفاته اللاحقة تأثيرها في النظرية والنقد الأدبي. إضافة إلى تأثيرها في العلوم الإنسانية، وقد أثر في دراسة الشرق الأوسط على وجه الخصوص في تحول طرق وصف الشرق الأوسط.[8] جادل إدوارد سعيد نظريته في الاستشراق مع علماء في مجال التاريخ، واختلف العديد مع أطروحته ومن بينهم برنارد لويس[9]
كما عرف إدوارد سعيد كمفكر عام، فكان يناقش أمور ثقافية وسياسية وفنية وأدبية بشكل دائم من خلال المحاضرات والصحف والمجلات والكتب. ومن خلال تجربته الشخصية كفلسطيني المنشأ ترعرع في فلسطين في وقت إنشاء دولة إسرائيل، دافع إدوارد عن إنشاء دولة فلسطين إضافة إلى حق العودة الفلسطيني. كما طالب بزيادة الضغط على إسرائيل وخصوصاً من قبل الولايات المتحدة. كما انتقد العديد من الأنظمة العربية والإسلامية.[10]. حازت مذكراته «خارج المكان» المؤلفة سنة 1999 على العديد من الجوائز مثل جائزة نيويورك لفئة غير الروايات، كما حاز سنة 2000 على جائزة كتب أنيسفيلد-ولف لفئة غير الروايات وغيرها.[11]
كان إدوارد سعيد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني لعدة عقود.
بالمشاركة مع صديقه دانييل بارينبويم قاما بتأسيس أوركيسترا الديوان الغربي الشرقي سنة 1999 وهي مكونة من أطفال فلسطينيين وإسرائيليين ومن أطفال عرب من دول الجوار. كما كان إدوارد عازف بيانو بارع.[12] ونشر بالمشاركة مع صديقه بارينبويم في سنة 2002 كتاباً عن محادثاتهم الموسيقية المبكرة بعنوان : المتشابهات والمتناقضات: استكشافات في الموسيقى والمجتمع. ظل إدوارد نشطاً حتى آخر حياته وتوفي بعد صراع طويل مع اللوكيميا سنة 2003.

حياته المبكرة

إدوارد سعيد وأخته روزماري في فلسطين 1940ولد إدوارد سعيد في القدس في الأول من نوفمير سنة 1935[13] والده كان يحمل الجنسية الأمريكية وهو من الديانة المسيحية الأرثوذكسيةوكان رجل أعمال وخدم في الحرب العالمية الأولى تحت إمرة جون بيرشنغ. وقد انتقل الأب إلى القاهرة قبل ولادة إدوارد بعقد. أما والدته فهي أرذوكسية أيضاً من مواليد مدينة الناصرة[14][15] وكانت نصف لبنانية[16] أما شقيقته فهي المؤرخة روزماري سعيد زحلان[17]
عاش إدوارد سعيد حتى عمر 12 سنة متنقلاً بين القاهرة والقدس وقد التحق في المدرسة الإنجليكية ومدرسة المطران في القدس سنة 1947.[18] لكن المحامي والصحفي الإسرائيلي جوستوس وينر[19] زعم بأن إدوارد سعيد قد قضى هذه الفترة في القاهرة حيث كانت أعمال عائلته ولم يلتحق بمدرسة المطران في القدس سوى لفترة قصيرة جداً. وأضاف أنه لاتوجد وثائق مدرسية تثبت أن إدوارد سعيد قد ارتاد هذه المدرسة. كان نقاش وينر يهدف إلى إلقاء الشك بتحصيل إدوارد العلمي قبل قيام إسرائيل سنة 1948. كما أضاف وينر أنه لم يقابل إدوارد سعيد ليسأله عن ذلك، لكن الأدلة التي لديه والتي أمضى ثلاث سنوات لايجادها تجعله لا يحتاج لمقابلة إدوارد سعيد لتأكيد أو نفي ذلك وقال "الأدلة أصبحت دامغة، لا يوجد داعي لأن أكلمه وأقول له أنت كاذب، أنت محتال". تصدى ثلاث صحفيين ومؤرخ لدعوى وينر وأعتبروها كاذبة. فقد ذكر ألكسندر كوكبورن وجيفري كلير ذكرا في صحيفة كاونتربنش بأنهما قابلا هايج بويادجين والذي أخبر وينر بأنه درس مع إدوارد سعيد في نفس الصف في مدرسة المطران، لكن وينر تعمد حذف هذا.[20] كما ذكر كريستوفر هيتشنز في صحيفة ذا نيشن بأن المعلمين والخريجين أكدوا بأن إدوارد كان في المدرسة[21] في حين علق المؤرخ المختص بتاريخ تأسيس إسرائيل عاموس إيلون في نيويورك ريفيو أوف بوكس بأن وينر فشل بأن يثبت بأن إدوارد وعائلته كان في القدس شتاء سنة 1947-1948 وأنه هاجر مع أهله خارج فلسطين على خلفية الحرب، والحقيقة بأن أملاك العائلة صودرت في القدس وأصبحت عائلته من اللاجئين لرفض إسرائيل لعودتهم إلى البلاد التي ولدوا فيها.[22]
لكن وينر في رده اعتبر أن آمون قد خان الآمانة وهيتشنز جعل من نفسه ملصق عن صبي فلسطيني.[23] لاحظ إدوارد سعيد أن ناشري المجلة المحافظة كومينتاري قد هاجموه بثلاث مقالات طويلة كان آخرها مقالة لوينر،[24] فعلق على حياته المبكرة"هناك عشرات الأخطاء فيما عرضوه في الحقيقة " فعند أعلان حرب 48 انتقلت عائلته إلى حي الطالبيةومن ثم إلى القاهرة.
التحق إدوارد سعيد بكلية فكتوريا في الإسكندرية. وطرد من الكلية سنة 1951 كونه مشاغب ليرسله والده إلى مدرسة داخلية نخبوية في الولايات المتحدة في ماساتشوستس وقد ذكر سعيد بأنه كانت سنة تعيسة شعر فيها بخارج المكان. مالبث سعيد أن أدار نفسه بشكل جيد ويحسن صنيعاً في المدرسة ليحوز الترتيب الأول أو الثاني على مئة وستين طالب. وقد أثرت هذه السنة على حياته المستقبلية لمقابلته أناس من ثقافات عدة للتشابك ويتولد الأحساس لديه بخارج المكان.[18] ثم تابع دراسة الفن وحاز على إجازة بها من جامعة برنستون سنة 1957 وماجستير بالفن سنة 1960 ثم حصل على شهادة الدكتوراه باللغة الإنكليزية والأدب المقارن سنة 1964 من جامعة هارفرد.[25] وقد كان متقن للغة الإنكليزية والعربية والفرنسية.[26]

نشاطه

انضم إدوارد سنة 1963 إلى جامعة كولومبيا قسم اللغة الإنكليزية والأدب المقارن حيث بقي هناك حتى وفاته سنة 2003. عمل كأستاذ زائر للأدب المقارن في جامعة هارفرد سنة 1974. وفي سنة 1975-1976 أصبح زميل لمركز الدراسات المتقدم للعلوم السلوكية التابع لجامعة ستانفورد. أصبح سنة 1977 أستاذ مساعد للغة الإنكليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا. وأصبح في وقت لاحق أستاذ للسلطنات القديمة وتأسيس حقوق الإنسان. كما عمل سنة 1979 كاستاذ زائر في جامعة جونز هوبكينز.[27] كما عمل كأستاذ زائر في جامعة ييل وحاضر في أكثر من مئة جامعة[28] حصل سنة 1992 على منصب أستاذ جامعي وهي أعلى درجة علمية أكاديمية في جامعة كولومبيا[29]
كما عمل كرئيس لجمعية اللغة الحديثة، ومحرر في فصلية درسات عربية. كما كان عضواً في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم وعضو تنفيذ في نادي القلم الدولي والأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الملكية للأدب والجمعية الأمريكية للفلسفة.[27][30]
كما دعي إدوارد سعيد في عام 1993 لإلقاء محاضرات في البرنامج الإذاعي السنوي لدى بي بي سي محاضرات ريث ليقدم على ست حلقات محاضرات بعنوان تمثيل المثقف، [31] وهي محاضرات تدرس دور المثقفين في المجتمعات الحديثة. وقد جعلت البي بي سي هذه المحاضرات متاحة للعامة في سنة 2011.[32]
كما كان إدوارد سعيد ينشر بشكل دوري مقالات في دورية ذا نيشن[33] وصحيفة الجارديان[33] ومجلة لندن ريفيو أوف بوكس[34] وصحيفة ليموند ديبلوماتيك[35] وصحيفة كونتربونش[36] وصحيفة الأهرام[37] إضافة إلى صحيفة الحياة[33]. وقد ترجمت كتابته إلى ست وعشرين لغة[38] وشملت كتاباته أمور سياسية وأدبية وشؤون الشرق الأوسط والموسيقى والثقافة

أعماله

يعتبر كتاب "جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية " الصادر سنة 1966 أول أعمال إدوارد سعيد وهو امتداد لإطروحته.[39] بعد ذلك جمع إدوارد أفكار استقاها من أعمال جيامباتيستا فيكو وغيره ليضع كتاب "بدايات: القصد والمنهج " سنة 1974 ليشرح الأسس النظرية للنقد الأدبي.[40] ومن بين كتبه النقدية "العالم والنص والناقد" سنة 1983 وهو يمثل انطلاقة جديدة للنظرية الأدبية المعاصرة، والذي يبين أن التأثيرات الأيدولوجية للناقد وبالتالي يتم فرض أعمال أدبية لتلبية تلك النظرية أو هذا النظام الإيدولوجي. لذلك يرى إدوارد أنه يجب أن يحافظ الناقد الأدبي على مسافة واحدة من كل الثقافات والعقائد الإيدلوجية والتقليدية والمعتقدات.[41] نشر كتاب "تمثلات المثقف" سنة 1994 وهو عبارة عن مجموعة محاضرات إلقاها بي بي سي عن ظهور المثقف الإعلامي والتمايز بين أنواع المثقفين بين مثقفين يرتبطون بمؤسسات تستخدم المثقفين لتنظيم مصالحها واكتساب المزيد من السلطة والسيطرة إي أن وظيفتهم تغيير العقول وتوسيع الأسواق ومثقف تقليدي يقوم بعمل ما ويواصل القيام به من دون تغيير جيلا بعد جيل، مثل المدرس والراهب والإداري ومثقف نخبوي يعتبر نفسه ضمير الإنسانية[42]
عبر إدوارد سعيد عن اهتمامته الموسيقية من خلال كتاب "متتاليات موسيقية" سنة 1991 فكان قادراً على ربط الموسيقى ببعدها الثقافي والسياسي.[43] كما نشر العديد من الأعمال التي تخص القضية الفلسطينة مثل كتاب "القضية الفلسطينية" سنة 1978 منطلقاً من بداية الأحداث بولادة الحركة الصهيونية وانتشار ايدولوجيتها ضمن الثقافة الاستعمارية الأوروبية وتشجيع اليهود إلى الهجرة إلى أرض فلسطين وفي نفس الوقت يعرض نبذة حول تاريخ الشعب الفلسطيني مقدماً عرضاً شاملاً حول الخصائص الديموغرافية والاجتماعية المميزة لهذا الشعب. ومن خلال جمع كم كبير من الوثائق وتفسيرها يصر إدوارد سعيد على مسألة أن فلسطين في فبين القرنين التاسع عشر والعشرين لم تكن صحراء لا شعب فيها بل كانت مجتمع مدني ذو كيان سياسي يناهز عدد أفراده 600,000 نسمة.[44] وفي نقده لاتفاقية أوسلة ألف كتابين عن اتفاقية أوسلو هما "غزة أريحا: سلام أمريكي " و"أوسلو : سلام بلا أرض " سنة 1995 ينقد فيها هذه الاتفاقية. يوجد لإدوارد سعيد 18 كتاب في مواضيع مختلقة. لكن كان كتاب الاستشراق من أهم أعماله مشكلاً بداية فرع العلم الذي يعرف بدراسات ما بعد الكولونيالية.[45] وقد اعتبر سعيد أن ظاهرة الاستشراق ماكانت إلا تلبية لمتطلبات الدول الاستعمارية. وتبعهم بكتابين هما "مسألة فلسطيني " سنة 1979 وكتاب "تغطية الإسلام" سنة 1980اللذان اعتبرهما سعيد تكملة لكتاب الاستشراق، لتشكل سلسة من الكتب يحاول فيها أن يشرح العلاقة القائمة في العصر الحديث بين العرب والإسلام والشرق عموماً والغرب متمثلاً ببريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة خصوصاً.[46]

الاستشراق

غلاف كتاب الاستشراق المترجم إلى العربيةعرف إدوارد سعيد بشكل كبير بفضل وصفه ونقده الاستشراق. وقد بدأ في كتابة كتابه الاستشراق في الفترة ما بين 1975-1976 في الفترة التي كان يعمل فيها أستاذاً زائراً في جامعة ستانفورد.[47] وقد وصف الاستشراق بعدم الدقة والتشكل على أسس الفكر الغربي تجاه الشرق. وقد علق في أشهر كتبه الاستشراق بأنه:
   
تحيز مستمر وماكر من دول مركز أوروبا تجاه الشعوب العربية الإسلامية.[48]   
لذلك فهو يرى الاستشراق بصورة أعم من صورة المبحث الأكاديمي، بل هو تقليد أكاديمي يقوم على التمييز المعرفي والوجودي بين الشرق والغرب لتتطور هذه النظرة في أواخر القرن الثامن عشر لتصبح أسلوباً في التعامل مع الشرق من أجل الهيمنة عليه
   
فإذا اعتبرنا القرن الثامن عشر نقطة انطلاق عامة إلى حد بعيد، استطعنا أن نناقش الاستشراق بصفته المؤسسة الجماعية للتعامل مع الشرق، والتعامل معه معناه التحدث عنه واعتماد صورة معينة عنه، ووصفه وتدريسه للطلاب وتسوية الأوضاع فيه والسيطرة عليه. وباختصار بصفة الاستشراق أسلوباً غربياً للهيمنة على الشرق واعادة بناءه والتسلط عليه.[49]   
جادل في أن الصور الرومنسية التقليدية الأوربية تجاه ثقافة آسيا عموماً والشرق الأوسط خصوصاً ما كنت إلا تبريراً للطموحات الاستعمارية الإمبريالية لدول أروبا والولايات المتحدة. مندداً في الوقت نفسه بممارسة النخب العربية التي حاولت استيعاب واستبطان الأفكار الاستشراقية الأمريكية والبريطانية. يقول في الاستشراق:
   
حتى الآن يبدو قلق الولايات المتحدة أن ينظر للعرب والمسلمين ما هم سوى مزودين بالنفط أو إرهابيين محتمللين ما هو إلا مبالغة، القليل جداً من التفاصيل مثل الكثافة السكانية، والعاطفة في حياة العرب المسلمين قد دخلت في معرفة أولئك المحترفين في صياغة تقارير العالم العربي. وبدلاً من تلك التفاصيل لدينا بعض الرسوم الكاريكتورية التي تختزل هذه التفاصيل في العالم العربي الإسلامي إلى صورة النفط الخام والتي جعلت بهذا الشكل لجعل هذا العالم عرضةً للعدوان العسكري.[50]   
يؤكد إدوارد سعيد في كتابه أن معظم الدراسات الأوربية للحضارة الإسلامية كانت ذا منحى عقلاني غربي تهدف إلى تأكيد الذات بدلاً عن الدراسة الموضوعية،[51] فاعتمد طرق تمييز وأدوات الهيمنة الإمبريالية.[48] وقد كان للاستشراق آثار في مجال نظرية الثقافة والدراسات الثقافية والجغرافيا البشرية وعلى التاريخ ودراسات الشرق. وقد بنى جدليته على أعمال جاك دريدا وميشيل فوكو[52] وعلى نقاد الاستشراق الأوائل أمثال عبد اللطيف الطيباوي[52] وأنور عبد الملك[53]ومكسيم رودنسون[54] وريتشارد ويليام ساوثرن[55]. أعتبر أن الدراسات الغربية للشرق تقع في موقع الشك ولا يمكن الأخذ بها على الإطلاق. وأضاف أن تاريخ الحكم الاستعماري والهيمنة السياسية للشرق من قبل أوروبا شوهت هذه الكتابات حتى كتابات المستشرقين ذوي النيات الحسنة أو ذوي المعرفة الجيدة بالشرق [56]:
   
أشك بأنك هناك من يختلف معي بأن رؤية رجل إنكليزي من القرن التاسع عشر مقيم في الهند أو مصر أكثر من رؤيته لهاتين البلدين على أنهما مستعمرتين بريطانيتن. وهذا القول يختلف تماماً عن القول بأن الدراسات الأكاديمية عن مصر والهند مصبوغة ومشوبة نوعاً ما بالواقع السياسي العام. [57]   
كما رأى بأن الغرب لديه رؤية نمطية للشرق في الفن والأدب منذ قيدم العصور مثل رؤية إسخيلوس لتركيبة المجتمع الفارسي.[58] وقد هيمنت أوروبا على سياسة أسيا في العصر الحديث، لذلك حتى نصوص أكثر الدارسيين موضوعية كانت مخترقة بالتحيز للغرب. بذلك اتخذ الدارسيين الأوروبيين مهمة استكشاف وتفسير اللغات الشرقية وتاريخهم وثقافتهم مع الإيحاء بأن الشرقيين غير قادرين على سرد رأيهم وروايتهم في ذلك. ليكتب المستشرقين ماضي آسيا ويشيدوا هويتهم الحديثة من منظور استعلائي قائم على أخذ أوروبا كمعيار ونموذج.[59]
يلخص سعيد بأن الدارسيين الأوربيين قاموا بوصف الشرقيين بأنهم غير عقلانيين وضعفاء ومخنثين، على عكس الشخصية الأوروبية العقلانية والقوية والرجولية. ويعزي هذا التباين إلى الحاجة إلى خلق اختلاف بين الشرق والغرب وهذا الاختلاق لا يمكن من تغيير جوهر الشرق.[60] عندما نشر إدوارد سعيد كتابه كانت ما تزال حرب أكتوبر وأزمة أوبك حديثة ليشير سعيد أن هذا الخلل في النظرة إلى الشرق ما زال مستمر في وسائل الإعلام الحديثة.[61]

النقد

أثار كتاب الاستشراق والأعمال الأخرى لإدوارد سعيد طائفة كبيرة من الجدل والنقض.[62] فقد رأى إرنست غيلنر أن زعم إدوارد سعيد بأن الغرب قد سيطر على الشرق لمدة أكثر من 2000 عام أمر مستحيل، فكانت الدولة العثمانية حتى آواخر القرن السابع عشر تشكل خطر كبير على أوروبا.[63] كما لاحظ مارك برودمان أن إدوارد قد إدعى بأن الإمبراطورية البريطانية قد امتدت من مصر إلى الهند في 1880، لكن الحقيقة أن هذه المنطقة كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية والفارسيين.[64] في حين ذهب آخرون، أنه حتى في ذروة الإمبراطوريات الأوربية، فإن السيطرة الأوروبية على الشرق لم تكن مطلقة وظلت تعتمد بشكل كبير على المتعاونيين المحليين الذين كانوا يخدمون الأهداف الإمبراطورية.[65] وانتقد البعض منهجية إدوارد سعيد في انتقاء الفكر الاستشراقي ضمن منطقة جغرافية ممتدة بين مصر وفلسطين وهي أمثلة فقيرة على نظريته عن الاستشراق نظراً للفترة القصير نسبياً لخضوعها للسيطرة الأوروبية. ورأى هولاء أن إدوراد سعيد أهمل مناطق أهم من ذلك مثل الهند عندما كانت تحت السيطرة البريطانية وأقسام من آسيا التي خضعت للسيطرة الروسية، وما كان تركيزه على الشرق الأوسط إلا تركيزاً منه على أهداف سياسية.[66]
جاء النقد الحاد لإدوارد سعيد من قبل أكاديميين مستشرقين وبعضهم من أصول شرقية مثل البرت حوراني وروبرت إيروين ونيكي كدي وبرنارد لويس.[67][68] رأى ألبرت حوراني بأن إدوارد سعيد ركز على المبالغات العنصرية والعداء في كتابات المستشرقين، وتجاهل ذكر منجزاته الإنسانية الكثيرة.[69]. كما عنون كنعان مكية "بعض النتائج المؤسفة على استشراق سعيد وتأثيره على التصور والدراسة الأكاديمية " رأت كيدي من أن عمل سعيد كان جيداً إلا أن كان له بعض النتائج العكسية، فأصبحت كلمة مستشرق في الشرق الأوسط تعني بأنه الشخص الذي يأخذ موقفاً سلبياً من النزاع العربي الإسرائيلي.[70] كان برنارد لويس على خلاف كبير مع إدوارد سعيد حول الاستشراق. فقد وصفه إدوارد "بأنه التمثيل الكامل لأساس الاستشراق والتي كانت أعماله تدعي بأنها أكاديمية ليبرالية لكنها في الحقيقة ماهي إلا دعاية ضد موضوع ما".[71] كتب لويس العديد من المقالات للرد على إدوارد وقد انضم إليه مكسيم رودنسون وجاكوس بيركو وإعجاز أحمدووليم مونتغمري واط الذي اعتبر كتاب الاستشراق كتاباً معيباً في الفكر الأكاديمي الغربي.[72]
رأى بعض النقاد الأكاديميين بأن إدوارد سعيد لم يميز في عمله بين أنواع المستشرقين، فعلى سبيل المثال لم يميز بين الشاعر يوهان فولفغانغ فون غوته الذي لم يسافر أبداً إلى الشرق، والروائي جوستاف فلوبير الذي أمضى فترة وجيزة في مصر. وكتابات إرنست رينان التي كانت نابعة من أساس عنصري، وبين بعض الأكاديميين مثل إدورد وليم لين الذي كان متقن للغة العربية.[73] ووفقاً لهذا النقد، فإن إدوارد سعيد قد تجاهل جنسية المستشرقين وخلفياتهم، وجعل صورة نمطية واحدة للمستشرق الأوربي.[74] ويقول الناقد روبرت ايروين بأن سعيد تجاهل دراسات المستشرقين من ألمانيا والمجر في القرن التاسع عشر والذي لم تكن لدولهم هيمنة تذكر على الشرق الأوسط.[75]
يتهم بعض النقاد بأن إدوارد سعيد قد ساهم في أنشاء الاستغراب لمعاكسة الاستشراق في الخطاب الغربي. متهمين إياه بأن فشل في التمييز بين نماذج الرومانسية والتنوير. وقد تجاهل الاختلاف الواسع والأساسي بين رأي علماء الغرب حول الشرق، كما فشل في الاعتراف بأن كثير من المستشرقين مثل وليم جونز، والذين حاول إنشاء قرابة بين الشرق والغرب مع الإبقاء على الاختلاف، وقد شكلت بعض نظرياتهم أساساً لمقاومة الاستعمار.[76] ومن الانتقادات الشائعة بأن أدوارد سعيد واتباعه لم يميز بين الاستشراق في الثقافة الشعبية(على سبيل المثال تصوير الشرق في فيلم مثل إنديانا جونز ومعبد الهلاك) والدراسات الأكاديمية للغة وثقافة تاريخ الشرق (ويرى سعيد من أنهم استقوا من نفس المنبع).[77][78]
كما يرى بعض المنتقدون من أن الخلفية الثقافية والأثنية لإدوارد سعيد ومحاولته للفت الانتباه من أنه فلسطيني ومن أن وطنه تحت الاحتلال[79] قد أثرت على دراسته للاستشراق وبالتالي، فإن كتابات سعيد كانت نابعة من الإيمان بالذات ولا توجد إي نواحي موضوعية في كتاباته.[80]
أطلقت عصبة الدفاع عن اليهود لقب نازي على إدوارد سعيد. وفي نفس السنة أضرم أحدهم النار في مكتبه في جامعة كولومبيا. وقال إدوارد بأنه كان يتلقى تهديدات القتل هو وعائلته طوال حياته.[81]

المؤيدون

يرى مؤيدو إدوارد سعيد بأن مثل هذا النقد حتى لو كان صحيحاً، فهو لا يبطل الأطروحة الأساسية وهذه الأطروحة صحيحة في القرنين التاسع عشر والعشرين وهي متمثلة خصوصاً في وسائل الأعلام الغربية والأدب والسينما. كما يرى مؤيدوه بأن دراساته لم يتم تطبيقها على البعثات الألمانية، وهو ما صرح عنه في النسخة الثانية لكتاب الاستشراق الصادر عام 1995 رافضاً نقدهم
   
لكنني بدلاً من ذلك أدركت بعض المشكلات والإجابات التي اقترحها بعض منتقدي. ولأنها تبدو لي مفيدة في تركيز المحاججة فإنني سأضعها في اعتباري خلال ما سيلي من تعليقات. مشكلات أخرى مثل استثنائي للاستشراق الألماني حيث لم يقدم لي سبباً واحداً يجعلني أدرج ذلك الاستشراق بدت لي بصراحة سطحية وتافهة وما من داع للتعامل معها [82]   
يعتبر الاستشراق كحجر الأساس في حركة ما بعد الاستعمار ساعدت الباحيثين الغير غربيين على من الاستفادة من المزاج السياسي الصحي في خلق حياة منهجية جديدة ودراسات مهنية ناجحة دون الاعتماد على نتائج الأبحاث الغربية.[83]
كما تثملت أهمية أعمال إدوارد سعيد في النقد الأدبي والدراسات الثقافي في تأثيراتها على باحثين من الهند وكمبوديا. وما تزال أعماله تناقش بشكل واسع في الأوساط الأكاديمية والمؤتمرات.[8][84][85]

التأثير

يعترف كل من المؤديين والمعرضين بأن كتاب الاستشراق كان له تأثيرات عميقة على كل أطياف العلوم الإنسانية. لكن يعتبر معارضوه بأن تأثيره كان محدود،[86] في حين يرى أنصاره بأن كتابه كان له تاثير كبير على حركة التحرر، حيث يعتبر إدوار سعيد من مؤسسي نظرية ما بعد الاستعمار[87] وذو صلة مستمرة ودائمة بهذه النظرية.[2] ولا يزال هذا العمل يجذب الانتباه ويمد حقول العلوم الأنسانية بالمعرفة.[88] ولايزال كتاب الاستشراق ذو تأثير عميق في دراسات الشرق الأوسط.[8] لقد كان إدوارد سعيد من أكثر المفكرين شعبية في الولايات المتحدة وقد وصفة هناك بشكل كبير على أنه نجم المفكرين "intellectual superstar" فكان منخرطاً بالنقد الموسيقي والثقافة الشعبية والاستشارات الإعلامية والسياسة المعاصرة والإنجازات الموسيقية.[83] وتعتبر الشهرة العالمية له بسبب المزيج الفريد والمبتكر من النقد الثقافي إلى الأدب والسياسة ونظرية الأدب.[8]
وقد أسست ميليتشا باكيك هايدن مصطلحها ما بعد الاستشراق اعتماداً على الأفكار التاريخية لرالي وولف وإدوارد سعيد.[89] كما وضعت المؤرخة البلغارية ماريا تودوروفا مصطلح ما بعد البلقنة والمنبثق من مصطلح ما بعد الاستشراق.[90]
مسألة فلسطين[عدل]حاول إدوارد سعيد في هذا الكتاب وضع القضية الفلسطينية ضمن المنظور الفلسطيني، منطلقاً من بداية الأحداث المتتمثلة بولادة الحركة الصهيونية ونشر إيدولوجيتها ضمن السياق الثقافي الاستعماري الأوربي في نهاية القرن التاسع عشر وتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ثم ينتقل إلى استعراض الحقائق التاريخية لشعب فلسطين.[44] ليطرح مسألة ماهية أرض فلسطين والشعب الفلسطيني التي مافتئت الصهيونية من انكارهم عارضاً الأجوبة ببساطة بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب المقيم على الأرض والذين هجروا منهاوحتى الآن لايعترف بمشروعيتهم في أرضهم والذين يعتبرون جزءاً من تاريخ الشعوب المهجرة من أراضيهم ويقدم الوثائق التي تنقد الدعاية الصهيونية بعدم وجود شعب في أرض فلسطين[91] تجسدت هذه الدعايات في التصريحات التي كان يبوح بها الزعماء الصهيونيون البارزون مثل ثيودور هرتزل إ ومناحيم بيغين وحاييم وايزمان والذين كانوا يتجاهلون وجود الشعب الفلسطيني. وفي أحسن الأحوال، يصفون الفلسطينيين بالبرابرة والمرتزقة والكسالى. وترتبط هذه الصورة بالصورة الاستعمارية الغربية التي كانت تروجها في تبرير استعمارها لمستعمراتها بأنها تريد إعادة بناء تلك المناطق على أسس حضارية.[44] ويرى أن الدول الغربية تبنت الخطاب الصهيوني وحاولت وسائل الإعلام عدم نشر أراء اللاجئين الفلسطينين في حقهم في تقرير مصيرهم. ليرجع في النهاية السبب الرئيسي في الهزيمة الفلسطينية بأن الحركة الصهيونية كانت أكثر من مجرد شكل من أشكال الاحتلال إنما نجحت في ضمان مساندة الحكومات والشعوب الأوربية. من خلال إعادة توليد النظرة التقليدية عن الشعب الفلسطيني.[44]

تغطية الإسلام

كتاب صدر سنة 1981 ويعتبره سعيد الجزء الثالث والمكمل لكتابه الاستشراق. ويحاول من خلال هذا العمل رصد النظرة الحديثة الغربية للعالم الشرقي. لذلك يرصد ردود فعل العالم الغربي وخصوصاً الأمريكي تجاه العالم الإسلامي والذي تنظر إليه بصفته موقعاً شديد الحيوية وفي الوقت نفسه مصدر للمتاعب نتيجة الشعور بنقص تزويد الطاقة والبترول لهم:
   
وأما في تغطية الإسلام فإن موضوعي معاصر بصورة مباشرة وهي المواقف الغربية والمواقف الأمريكية خصوصاً إزاء العالم الإسلامي الذي بدأ الغربيون يرون منذ مطلع السبعينات أن له صلة وثيقة بهم ومع ذلك فهو يموج بالقلاقل المعادية لهم ويمثل مشكلة لهم. وكان من بين أسباب هذه الرؤوية احساسهم الحاد بنقص إمدادات الطاقة، وهو الإحساس الذي تركز على النفط العربي ونفط الخليج العربي[92]   
إن التغطية الإعلامية للإسلام حسب إدوارد سعيد مليئة بالمغالطات وبعيدة عن الموضوعية حيث يتم تصوير الإسلام كدين يتميز بالعصبية العرقية والكراهية الثقافية والجنسية، في حين تحظى المسيحيةواليهودية باحترام كبير.[93] ويجادل بذلك بالاستشهاد بدور الصحفيين المرسلين إلى مناطق النزاعات والذين ليس لهم معرفة بهذه المجتمعات فمثلاً خلال أزمة الرهائن الأمريكيين أثناء الثورة الإيرانية تم إرسال ما يقارب 300 صحفي دون أن يكون بينهم صحفي يعرف اللغة الفارسية.الشيء الذي يجعلهم يكتبون تقارير شبه جاهزة وأحيانا سطحية لاتعدو أن تكون مجرد قوالب شكلية ومعدة من قبل.[93] ويرى أن هذه الأزمة تتعدى الصحافة لتصل إلى المؤسسات الأكاديمية ويستغرب بأن طالب الماجستير أو الدكتوراة المتخرج من الجامعات الكبرى الأمريكية والأوروبية في مجال الشرق الأوسط، تجده لا يتقن اللغة العربية ولا يجيدها. بهذه الصورة يرى أن واقع ما يحدث في الاعلام الغربي والدراسات الغربية ضد الإسلام، وتطلق التعميمات التي تؤكد أن الإسلام هو تهديد للحضارة الغربية ومحاولة إعطاء أمثلة على ذلك التهديد عن طريق عرض سلوكيات وأراء فردية ليس لها علاقة بالإسلام الحقيقي.[94] كما ارتبطت كلمة العالم الثالث بالشرق الأوسط، مما جعل هناك نظرة دونية لعالم الشرق الأوسط. ساعدت سطوة وتقنية الإعلام الأمريكي على العالم عموماً والعالم العربي خصوصاً من تبني وتثبيت أفكار هذا الإعلام من قبل المستقبلين والمستمعين :
   
يميل المسلمون إلى الاعتماد على مجموعة صغيرة جداً من وكالات الانباء الاجنبية التي ينحصر عملها في إعادة بث الأنباء باتجاه العالم الثالث، حتى في الحالات الكثيرة التي يكون فيها ذلك العالم هو النبأ. وانطلاقاً من كونه مصدراً للأنباء، أصبح العالم الثالث عموماً والعالم الإسلامي بشكل خاص مستهلكين للأخبار. ولأول مرة في التاريخ (و أعني بأول مرة هذا النطاق الواسع) يمكن القول بأن العالم الإسلامي أصبح يعلم عن ذاته ويتعرف عليها عبر صور وتواريخ ومعلومات مصنعة في الغرب [95]   
من خلال كتابه تغطية الإسلام، تابع إدوارد سعيد رؤويته في كتاب الاستشراق بحيث قسم العالم إلى قسمين شرقي وغربي، ونظر إلى الشرق على أنه الإسلام والذي حاولت وسائل الإعلام الحديثة (والتي حلت مكان المستشرقين التقليدين) من إيصال صورة مختزلة ومشوهة للإسلام.[94]

النشاط السياسي

نشاطه في القضية الفلسطينية

شارك إدوارد سعيد طوال حياته في الجهد المبذول من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وكان عضواً مستقلاً في المجلس الوطني الفلسطيني طوال الفترة الممتدة ما بين 1977 إلى 1991 [96] ومن أوائل المؤيدين لحل الدولتين. وقد صوت سنة 1988 في الجزائر لصالح إقامة دولة فلسطين ضمن المجلس الوطني الفلسطيني. استقال في سنة 1991 من المجلس الوطني الفلسطيني احتجاجاً على توقيع اتفاقية أوسلو، وقد شعر بأن بنود وشروط الاتفاق غير مقبولة وهو ما رفض من قبل في مؤتمر مدريد 1991. وقد رأى أن اتفاقية أوسلو لن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية حقيقية، ولاسيما أن مثل هذ الخطة رفضت سنة 1970 من قبل ياسر عرفات عندما عرضها إدوارد سعيد بنفسه على عرفات نيابةً عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.[97] وقد علق على الاتفاقية بأن ياسر عرفات قد فرط في حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضي الـ 48 وتجاهل تنامي الاستيطان. وقد بلغت العلاقة بين إدوارد سعيد والسلطة الفلسطينية ذروة التوتر سنة 1995 عندما منعت السلطة الفلسطينية بيع كتب إدوارد سعيد في أراضيها.[98] لكن الأمور عادت إلى مجاريها بعد أن أشاد برفض ياسر عرفات التوقيع على اي اتفاقية في قمة كامب ديفيد 2000.[99] كما كان إدوارد سعيد من المفندين للإدعاءات الصهيونية، ففي مقال له بعنوان "الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها" فند إدوارد سعيد إدعاءات الصهيونية بأحقيتها في الأراضي الفلسطينية والمطالبة بوطن قومي لليهود. مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره[100]كتب إدوارد سعيد العديد من الكتب في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومنها كتاب "القضية الفلسطينية" سنة 1979 وكتاب "سياسة التجريد" سنة 1994 وكتاب "نهاية عملية السلام" سنة 2000 إضافة إلى كتابين يتناولان اتفاقية أوسلو هما كتاب "غزة أريحا: سلام أمريكي" سنة 1995 وكتاب " أوسلو سلام بلا أرض" سنة 1995. كما كتاب تصدير لكتاب المؤرخ إسرائيل شاحاك والذي علق على أن سلوك إسرائيل ضد الفلسطينيين راسخ في اضمن العقيدة اليهودية لليهود بطلب أو التصريح بإجازة الأفعال الصهيونية للتغطية على الجرائم بما فيها القتل تجاه غير اليهودي. وقد شهد سعيد بأن شاحاك أعظم مؤرخ عرفه على الإطلاق وأن الكتاب لا ينقصه شيء سوى موجز عن اليهودية الكلاسيكية والحديثة ليكون هناك منطقية في فهم إسرائيل الحديثة. كما امتدح شاحاك بوصفه إسرائيل بإنها دولة نازية يهودية[101]
ألتقطت في الثالث من يوليو سنة 2000 صورة لإدوارد سعيد مع ابنه وهو يرمي حجر عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية باتجاه إسرائيل وما لبث أن بدأ النقد يوجه له بصفته "متعاطف مع الإرهاب.[102] وقد علق على هذا الأمر بأن وصفه بـ "رمزية الفرح" لانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وأضاف "لم يكن هناك أحد، وأقرب مخفر كان على بعد نصف ميل"،[103] وعلى الرغم من إدعائه بأنه لم يستهدف أحد بحجارته، إلا أنه وفقاً لشهاد عيان لجريدة السفير فإنه كان بعيداً حوالي التسعة أمتار عن جنود إسرائيليين متوضعين على برج مراقبة وأن الحجر الذي ألقاه سعيد قد ارتطم بالأسلاك الشائكة المحيطة بهذا البرج.[104] وقد أدت هذه الصورة إلى انتقادات واسعة ضمن هيئة التدريس في جامعة كولومبيا وبعض الطلاب ورابطة مكافحة التشهير. الأمر الذي دعى رئيس الجامعة لأصدار بيان من خمس صفحات للدفاع عنه معتبراً بأن ما قام به هو نوع من أنواع حرية التعبير وقال في دفاعه عنه: " على حد علمي أن الحجر لم يكن موجه لأحد، ولم يتم بهذا الفعل كسر أي قانون، ولم يتم توجيه أي إتهام ضده، ولم تتخذ أي دعوى جنائية أو مدنية بحق الأستاذ سعيد".[105] كان لهذا الأمر تداعيات عليه ففي فبراير 2001 ألغيت محاضرة كان من المقرر أن يلقيها جمعية فرويد في فينا وقد علق رئيس الجمعية على ذلك بتعبيره أن الوضع السياسي في الشرق الأوسط أصبح أكثر تعقيداً وأدى إلى زيادة معاداة السامية، لذلك قررت الجمعية إلغاء المحاضر تجنباً للصراعات الداخلية.[106]
كما قام إدوارد سعيد بعمل فيلم وثائقي لتلفزيون الـ بي بي سي بعنوان "في البحث عن فلسطين"،[107] ولم تنجح الـ بي بي سي في عرض هذا الفيلم في تلفزيونات الولايات المتحدة.[108] علق سعيد على ذلك في "الثقافة المقاومة" الصادر سنة 2003 بتشبيه وضعه بوضع نعوم تشومسكي بوصفه عالم لغوي كبير ويلقى التكريم لذلك ولكنه في نفس الوقت مذموم ويلقى التهم بمعاداة السامية وبعبادة هتلر ويتابع في شرحه الأمر ويقول
   
من غير المقبول لأي شخص انكار معاداة السامية والتجربة الرهيبة للهولوكوست، نحن لا نريد طمس أو عدم توثيق المعاناة البشرية لأي أحد، لكن في نفس الوقت هناك فرق كبير بين الاعتراف بالمعاناة اليهودية واستخدامها لتغطية معاناة شعب آخر [109]   


شعار المبادرة الوطنية الفلسطينيةساهم إدوارد سعيد في سنة 2003 مع حيدر عبد الشافي وإبراهيم الدقاق ومصطفى البرغوثي في تأسيس المبادرة الوطنية الفلسطينية والتي هدفت إلى تأسيس قوة ثالثة في السياسية الفلسطينة الديمقراطية منافسة لفتح وحماس.[110]
حصل عالم علم الإنسان ديفيد برايس سنة 2006 على 146 صفحة من أصل ملف مكون من 238 صفحة تابع للإف بي آي تكشف بأن إدوارد سعيد كان تحت المراقبة منذ بداية 1971 ولم يستطيع الحصول على معلومات حول العشرين السنة الأخيرة من حياته.[111]
نقده للسياسة الخارجية الأمريكية]نقد إدوارد سعيد في الطبعة المنقحة لكتاب تغطية الإسلام الصادر سنة 1997 التقارير المنحازة للصحافة الغربية وخصوصاً وسائل الإعلام حول المؤامرات الإسلامية لتفجير المباني، وتسميم المياه وتخريب الطائرات التجارية.[112] وقد عارض إدوارد سعيد السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط وفي العديد من الأماكن الأخرى، منقداً مشاركة الولايات المتحدة في كوسوفو وقصف العراق أثناء ولاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون،[12] كما كان الدعم الأمريكي لإسرائيل موضع نقد متواصل من قبله. وعلى الرغم من تزايد معاناته بسبب مرض اللوكيميا فإنه أمضى العديد من أشهره الأخيرة في نقد ومهاجمة غزو العراق.[113] فعلى سبيل المثال قال في مقابلة له مع جريدة الأهرام في إبريل 2003
   
اعتقادي الراسخ على الرغم من عدم وجود أي دليل بالمعنى التقليدي للكلمة، بأنهم يريدون تغيير الشرق الأوسط برمته والعالم العربي، ربما يتم تقسيم بعض الدول وتدمير ما يسمى مجموعات الإرهاب وتنصيب أنظمة صديقة للولايات المتحدة. لكنني أعتقد أن هذا الحلم لا يوجد له سوى أساسات قليلة على أرض الواقع، فالمعلومات التي يملكونها عن الشرق الأوسط والتي حصلوا عليها من قبل من نصحوهم يمكن القول عنها أنها من خارج التاريخ ومتضاربة بشكلل كبير.......لا أعتقد بأن المخططات لمرحلة مابعد صدام وما بعد الحرب كانت مرضية، فلم يملك سكرتير وزارة الخارجية وسكرتير وزارة الدفاع معلومات عن الهيكلية التي سنينشرون الجند فيها ولا فكرة عن المؤسسات الموجود أمام شهادتهم للكونغرس قبل بضعة أشهر على الرغم من أنهم يريدون المحافظة على مراكزهم.....
وينطبق نفس الشيء على موقفهم من الجيش، إضافة إلى نظرتهم التي لا تجد فائدة في المعارضة العراقية التي أنفقوا عليها الملايين. أما في نموذج أفغانستان فإنهم ياملون مساعدة الأمم المتحدة، لكني أشك بذلك نظراً للمواقف الروسيةوالفرنسية[114]
   
الموسيقى

لم يكن إدوارد سعيد من محبي الموسيقى فقط، بل كان عازف بيانو بارع.[115] وقد كتب العديد من المواضيع حول الموسيقى في مجل ذا نيشن لعدة سنوات.[116] كما ألف ثلاثة كتب حول الموسيقى، وهي متتاليات موسيقية وكتاب المتشابهات والمتناقضات: استكشافات في الموسيقى والمجتمع بالاشتراك مه دانييل بارينبويم، وآخر كتاباته بعنوان عن النوذج الأخير: الموسيقى والأدب ضد التيار. رأى سعيد في الموسيقى انعكاس لأفكاره في الأدب والتاريخ ووجد إمكانية حياة حقيقية في أجزائه وانجازاته الجريئة. وقد نشرت بعد وفاته مجموعة من المقالات التي كتبها في عام 2007 عن جامعة كولومبيا، بعنوان حدود الموسيقى.[117][118]
تأثر المؤلف الموسيقي محمد فيروز بكتابات سعيد. فقد عنون سمفونيته الأولى باسم تحية إلى الراقصة بيلي، بينما عنون سوناتا البيانو باسم تأملات في المنفى على اسم مذكرات إدوارد سعيد.[119]
أسس في سنة 1999 بالاشتراك مع صديقة دانييل بارينبويم أوركيسترا الديوان الغربي الشرقي، وتتألف الفرقة من شبان من فلسطين وإسرائيل وبعض الدول العربية المجاورة، وقد أدت معزوقاتها على نطاق عالمي بما فيها فلسطين وإسرائيل. عمل مع بارينبويم على تأسيس مؤسسة بارينيوم-سعيد وكان مقرها إشبيلية. وقد تلقت هذه المؤسسة تمويل من قبل الحكومة في سنة 2004 ووضعت المؤسسة أهداف تتضمن "التعليم من خلال الموسيقى" بالإضافة إلى إدارة فرقة أوركيسترا الديوان الغربي الشرقي. كما ساعدت المؤسسة في عدة مشاريع مثل أكاديمية دراسات الأوركسترا، والتربية الموسيقية في فلسطين ومشروع التعليم الموسيقي المبكر للأطفال في إشبيلية.[120]

الجوائز

إلى جانب تكريمه بعضويات والمشاركة في العديد من المؤسسات المرموقة، حصل إدوارد سعيد على 20 شهادة فخرية من جامعات عالمية.[121] فحصل من جامعة هارفرد على جائزة بودين (Bowdoin Prize) وحصل على جائزة ليونيل تريلينغ (Lionel Trilling Award) مرتين، أولاهما كانت النسخة الأولى من هذه الجائزة. كما حصل على جائزة ويليك (Wellek Prize) من قبل الجمعية الأمريكية للأدب المقارن. وعلى جائزة سبينوزا.[122] في سنة 2001 حصل على جائزة لانان الأدبية عن مجمل انجازاته. وفي سنة 2002 نال جائزة أمير أستورياس كما كان أول أمريكي يحصل على جائزة سلطان بن علي العويس[123] وفي سنة 1999 حصلت سيرته الذاتية خارج المكان على جائزة نيويوركر لفئة غير الروايات وحصلت في سنة 2000 على جائزة كتب أنسفيلد ولف لنفس الفئة، وجائزة مورتن داوين زابل للأدب (Morton Dauwen Zabel).[124] كما دون اسمه كراعي فخري لجامعة الجمعية الفلسفسة وكلية ترينتي في دبلن بعد وفاته بوقت قصير.

وفاته

جدارية فلسطينية تكريماً لإدوارد سعيدتوفي في احدي مستشفيات نيويورك في صباح 25 سبتمبر 2003عن عمر ناهز 67 عاما بعد صراع دام لـ 12 عشر عاماً مع مرض ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن(اللوكيميا).[125] وكان قد أوصى أن ينثر رماده في دولة عربية واختار لبنان، نقل رماده في 30 أكتوبر 2003 إلى لبنان في مقبرة برمانا الإنجيلية في جبل لبنان بحضور شقيقته، وزوجته مريم وولديه نجلاء ووديع وبعض الاصدقاء المقربين بناءً على وصيته.[126] وقد خلف وراءه زوجته مريم وابنه وديع وابنته نجلاء وهي ممثلة وكاتبة مسرحية وهي مؤسسة وعضوة في المسرح العربي الأمريكية الجماعي نبراس.[127][128][129]
نشر العديد من الكتاب المرموقين كلمات التأبين لإدوارد ومن بينهم الكسندر كوكبيرن[130] وشيموس دين[131] وكريستوفر هيتشنز[132] وتوني جدت[133] ومايكل وود[134]وطارق علي.[135]
اعادت جامعة بيرزيت سنة 2004 تسمية مدرستها الموسيقية باسم معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى تكريماً له.[136]
وفي عام 2008 نشر دار فيرسو كتاب بعنوان في انتظار البرابرة: ألف تحية إدوارد سعيد ويحوي الكتاب مقالات لخمسة عشر كاتباً من بينهم رشيد خالدي وإلياس خوريوأكيل بيلجرامي.[137][138]
ونشرت دار جامعة كاليفورنيا في آب 2010 كتاب ضم عدد كبير من المقالات ضمت 29 كاتب حول مساهمات إدوارد سعيد الفكرية وقد حرره عادل اسكندر وحاكم رستم وعنون الكتاب باسم إدوارد سعيد إرث من التحرير والتمثيل. وتضمن الكتاب مقابلات مع نعوم تشومسكي وغاياتري سبيفاك ودانييل بارينبويم. إضافة إلى كتابات لجوزيف مسعد وجاكلين روز وأفي شلايم وإيلان بابي وغيرهم الكثير[139]

​نقلا من ويكيبيديا

Picture




​​صبحي غندور





 
صبحي غندور (ولد في بيروت) هو محلل سياسي عربي ومدير مركز الحوار العربي في واشنطن. يعرف بميوله القومية العربية. يحمل شهادة الدكتوراه.
ولد في بيروت، وهاجر في عام 1987 إلى الولايات المتحدة حيث أقام في العاصمة الأميركية. درس مادة "الصحافة" في جامعة القاهرة، إضافة لدراسة مواد جامعية في اختصاصي علم النفس والتاريخ في الجامعة اللبنانية في بيروت. وهو عضو في اتحاد الصحفيين اللبنانيين منذ العام 1977.
ناشر ورئيس تحرير مجلة "الحوار" (مجلة فكرية/ثقافية/سياسية) تصدر منذ ربيع العام 1989، باللغتين العربية والإنجليزية، من واشنطن دي.سي في الولايات المتحدة الأميركية.
أسس ويدير "مركز الحوار العربي" (منتدى فكري وثقافي عربي في منطقة العاصمة الأميركية واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية). وقد أقام "مركز الحوار" منذ تأسيسه في خريف عام 1994 حتى نهاية سنة 2010 ما يزيد عن ال800 ندوة.
ساهم بعد مغادرته لبنان في منتصف الثمانينات بتأسيس صحف عربية في عدّة ولايات أمريكية: ميشيغان ونيوجيرزي وفرجينيا.

مؤلفاته
  • الفكر والأسلوب في مسألة العروبة، مركز الحوار العربي، يناير 2011
من مقالاته
  • ​حسم مفهوم الهويّة في أولويات النهضة العربية مجلة الوعي العربي

نقلا من ويكيبيديا

​

Powered by Create your own unique website with customizable templates.